صلاح بديوي يكتب 

هذه هي المصالحة التي نريدها

الي الفريق اول عبد الفتاح السيسي :أنتم من انقلبتم علي الرئيس الشرعي المنتخب

والبداية لابد وان تكون من طرفكم ،ورجال الامن القومي بمصر كفيلون بتحقيق مصالحة ترضي

عنها كل الاطراف بدلا من تكليف شخصيات عفا عليها الزمن بذلك.

--------------------------

المصالحة التي نريدها لابد وأن ترتكز علي قاعدة عودة الشرعية،وذلك لأن التفاهم علي أية خارطة طريق للمستقبل لايمكن أن يرتكز علي القوة المسلحة علي الإطلاق ،لكون أن عجلات الدبابات ،وأزير الطائرات ،ورصاصات الموت لايمكن ابداً أن تصنع خارطة طريق للحريات يعتد بها ،إنما الذي يصنع خارطة طريق حقيقية هي الشرعية التي علي أساسها أنتخب الشعب المصري برلمان ورئيس وأستفتي علي دستور ووضع قواعد نظام ديمقراطي حقيقي لثورة 25يناير المجيدة .

 

وليس صحيحاً أن عودة الشرعية فيها إنتصاراً لجماعة الأخوان ،أو فيها تقليل من هيبة الجيش وهزيمة له ،إنما عودتها انتصار لمصر كلها وانتصار  للحق وإقرار بأن اجتهاد الفريق السيسي ورفاقه كان خاطئاً وانه ورفاقه وقعوا في براثن لعبة صهيونية امريكية اقليمية خبيثة لاتريد الخير ابداً لمصر جيشاً وشعباً ،ونود أن نهمس في آذن الفريق اول عبد الفتاح  السيسي بالقول انه قبيل ان يقدم علي انقلاب 3يوليو الماضي كان اقرب رجل في مصر للفوز في بموقع الرئاسة حال إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة ،لكنه الان بعد ما حدث بات ابعد ما يكون عن تولي هذا المنصب لكون انه اصبح في نظر اهل كل مدينة وقرية مصرية المسئول الاول عن دماء الاف الشهداء والجرحي والمعوقين .نعم لقد عري الانقلاب الفريق اول السيسي واساء ابلغ الاساءة للقوات المسلحة المصرية داخليا وخارجيا ً .

 

والمصالحة لابد وان تقتضي المصارحة بين طرفيها فأن كان الفريق اول عبد الفتاح السيسي ورفاقه سبباً رئيسياً في نجاح ثورة 25يناير المجيدة ان تطرد مبارك من السلطة وتنهي حكمه ،فأن السيسي ورفاقه ايام المشير طنطاوي  والفريق سامي عنان ارتكبوا اخطاء فادحة بحق ثورة 25يناير من عام 2011م،اخطاء بالنسبة لنا انما بالنسبة لاخواننا العسكريين خطط  ارتكبت عن سبق اصرار وترصد ،حيث تربصوا بالثورة ورجالاتها وسيداتها الدوائر منذ الدقيقة الاولي لتحقيقها نوعا من النجاحات ،وعملوا علي تعرية المدنيين واعطاء ايحاء للرأي العام بفشلهم في إدارة مصر،ثم العمل بكل ما يستطيعون بعد انتخاب الرئيس مرسي لافشاله   ، وما تعرض له الدكتور محمد مرسي والاخوان كان سيتعرض له اي رئيس مدني اخر من اي اتجاه سياسي يحكم مصر ،لكون أنه مخطط اعد جيداً وخطط له من الدقيقة الاولي لانهيار حكم مبارك من أجل اعادة انتاج حكم ديكتاتوري يتخذ شكلا من انواع الديمقراطية علي غرار ما يحدث في روسيا ويتولي المحافظة علي مصالح واشنطن وتل ابيب.

 

وللأسف يغالط الساسة ورجال الدين المتورطين في الانقلاب الان  انفسهم بعد ان باتوا مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال ،وهم يشاهدون رفاقهم العسكريين بقيادة الفريق اول عبد الفتاح السيسي يشوهون سمعة وسيرة واسرة كل رموز ثورة 25يناير المجيدة ويحرقونها شخوصها تباعا واخر تلك الشخوص السيد: حمدين صباحي ،وهذا مدروس ايضا لكون ان الاخوان هم العمود الفقري لثورة 25يناير المجيدة والعمل علي كسر هذا العمود يعني نهاية تلك الثورة بعدها يسهل الأجهاز علي بقية التيارات الاسلامية ،ويسهل الاجهاز علي كل شباب ثورة 25يناير المجيدة ،وكل رموزها وشخوصها ،ومن هنا فأن التضحيات التي تقدمها جماعة الاخوان ومعها انصار الشرعية من كل طوائف واحزاب وقوي الشعب المصري لن تذهب هباء وانما دفاعا عن تلك الثورة النبيلة ،وللأسف لن يدرك من باعوا انفسهم لقوي الانقلاب تلك الحقيقة الا بعد فوات الاوان في حال نجاح العسكريين في القضاء علي الموجة الحالية من الثورة  .

 

هذا من ناحية قوي الانقلاب ،اما المصارحة نحو جماعة الاخوان فلابد ان تعترف الجماعة بأنها اخطأت اخطاء قاتلة عندما حاولت ان تستفرد بحكم مصر في ظل فترة انتقالية كانت بحاجة ماسة خلالها الي كل قوي الثورة داعمة ومؤيدة لها وهذا كان سيكون لصالح الثورة ولصالح المستقبل الديمقراطي لمصر،وللاٍسف نجح العسكريين بطريقة او اخري ان يزينوا لتلك الجماعة هذا الامر في  الوقت الذي عملوا فيه علي اثارة كل القوي الثورية ضدها ووصل الامر ان تحالفت تلك القوي الثورية  مع بقايا نظام حكم مبارك وفلوله من اجل التخلص من نظام حكم الاخوان ،وفي سبيل ذلك تم استثمار معاناة الشعب المصطنعة من الاوضاع الحياتية وتحميلها للاخوان وفشلهم في ادارة مصر ،وتم تعبئة الشارع كله ضدهم وتخلت عنهم غالبية قوي الثورة التي دعمت الرئيس مرسي في مواجهة شفيق ،وتخلت عنهم الجماهير التي كانت انتخبتهم في البرلمان من قبل ودعمتهم ووقفت الي جوارهم متأثرة باوضاعها الحياتية الصعبة

 

والان يدفع انصار الشرعية  وشرفاء مصر ثمن فشل جماعة الاخوان في ادارة الدولة وفي مواجهة انصار الثورة المضادة وفلول نظام مبارك ،حتي وصل بهم الامر للاطاحة بالرئيس المنتخب من الشعب الاستاذ الدكتور محمد مرسي ،واحداث فتنة كبري وانقسام  مؤسف  بين المصريين ،وانهاء لنظام ثورة 25يناير المجيدة ،والان ايضا  تدفع  جماعة الاخوان بأعتبارها الحركة السياسية الام والقوي السياسية الرئيسية الثمن مضاعفا ً من دماء رجالها وكوادرها نسأل الله ان طهرها تلك الدماء ،وهذا يحسب لها في ميزان حسناتها لدي كل شريف من ابناء ثورة 25يناير المجيدة والتي لولا الاخوان لنجح العسكريين تماما في اجتثاثها والقاء القبض علي كل رجالها وكوادرها .

 

وبناء علي ما سبق لايمكن  ان تستمر تلك الاوضاع وطرفاها يراهنان علي الانتصار في المستقبل المنظور  والوطن ينزف يوميا دماء وخسائر اقتصادية هائلة وشعب قوامه تسعون مليون مواطن يعاني من ازمة اقتصادية طاحنة ،ولذلك نحن هنا نناشد الفريق اول عبد الفتاح السيسي ورفاقه ان يتوقفوا فوراً عن قتل المصريين المدافعين عن الشرعية ،وان يكلفوا الاخوة في جهاز المخابرات العامة تحديدا أن يبحثوا عن حلول ابداعية وسبل تكفل الخروج من المأزق الراهن الذي ادخل انقلاب 3يوليو مصر فيه ،وانا اثق ان رجال الامن القومي المصري سينجحون في انهاء تلك الكارثة التي تتعرض لها مصر ،واعلم ان غالبيتهم يعرف ان الوضع الراهن الذي تعيشه بلادنا لاينسجم علي الاطلاق مع الحفاظ علي الامن القومي المصري ،ومن منهم يري عكس ذلك لايمكن ان يكون رجل امن قومي وعليه ترك وظيفته لوظيفة اخري.

 

وختاماً ، مرة أخري نحن نناشد الفريق اول عبد الفتاح السيسي ان تكون البداية من ناحيته وان يهيء الوطن لاجواء تصالحية عبر افراج شامل عن المعتقليين بمن فيهم الرئيس المختطف الاستاذ الدكتور محمد مرسي  ووقف للحملات الاعلامية ،ووضع نهاية لعمليات قمع الثوار والمتظاهرين وقتلهم بدم بارد ،وثمة حلول كثيرة يمكن ايجادها للقصاص وتسوية قضية الدم والقتل وعدم التساهل مع اي شخص تلطخت يداه بدماء المصريين ايا كان موقعه ومنصبه ،ويكفي ان يعود الرئيس محمد مرسي ولو لايام خلالها  يتم الاتفاق علي خارطة طريق تكفل انتخابات رئاسية وبرلمانية وتعديلات للدستور يتفق عليه من الجميع ولا تعدها اقلية لاتعبر عن خارطة مصر السياسية والوطنية كما يحدث الان  .هذا ان كان للعقل بقية لدي رجالات مصر بالجيش واجهزته الامنية ولدي انصار الشرعية ايضاً ،ونقولها للفريق اول عبد الفتاح السيسي لن تستقر ابداً رئيساً لمصر علي جثث الاف الضحايا وانات المطالبين بالانتقام والثأر، و.هذه هي المصالحة التي نتصورها ونتطلع اليها.