بسم الله الرحمن الرحيم

رأي في قضية قومية

خلف كل تاريخ حكاية...(18)

دعم خيانة الإخوان

--------------------

قبل أن نجتهد بالحق في بيان بعض من الإعلام الداعم لسوس خيانة الإخوان... ثم نتوقف طويلا أمام جهالة وعمالة بعض رجال الاعمال... وكيف هم جذور خيانة سياسية ومالية... وكيف صنعت الخيانة منهم رموزا إجتماعية وإقتصادية ثم سياسية خادمة لمستهدفات أعداء القدر السماوي المصري الكريم... وكيف صارت رمزيتهم السامة عبارة عن بوتقة إعلامية وسياسية وإجتماعية لا تستولد سوى جهالة وعمالة أفراد وأعمال... أي بوتقة وجحر لا يفرز سوى الخيانة... قبل تلك التواريخ والحكايات والأسماء أود أن أكرر التأكيد على أمرين هما البنية الأساسية للمستقبل المصري العظيم بإذن الله...!!!

أولا... التمسك الشديد بمكتسبات يتحتم إنعدام التفريط فيها... ومنها... لا ننسى أن 25 يناير 2011 كانت هدية وعطية إلهية وبداية لتطهير شامل داخلي وفي ذات الثورة والثوار المزيفين... وتطهر من إستراتيجية خارجية صهيونية دولية وإقليمية... ولا نغفل لحظة عن أن 30 يونيو هي إدراك شعبي للدنس الذي كان بـ25 يناير وأمر للقوات المسلحة بالتطهر منه وهذا ما حدث في 3/7/2013 وتأكد فعله ومسيرته في 26/7/2013... إن التمسك بذاك الفضل الإلهي والإدراك الشعبي والعمل الوطني للقوات المسلحة هو مكتسب وطني تاريخي حضاري تأسيسي للمستقبل الزاهر بإذن الله... ولا ننسى قط ما اكتسبناه بذاك التطهر من لحمة وطنية بين... "الشعب والجيش والشرطة"... وهي لحمة أمنية بكامل معاني الأمن بإذن الله... ولنعلم يقينيا دون أدنى غفلة أو تفريط أنه صار لنا الآن... "مشروع قومي"... بدعمه تأمن مصر شعبا وأرضا ونظام بإذن الله من أي مستهدفات عدائية خارجية وداخلية... فلنستمسك بذلك بكل قوة... قوة حق وصبر ورحمة...!!

ثانيا... ما من إستمساك بحق دون مقاومة... وما من مقاومة لكل صور وأشكال السوس الداخلي قبل الخارجي دون صبر ذات عزم لا يلين... وما من حماية حق بمقاومة صابر إلا وأصبغ الله على أهلها فضل رحمته وجعل الرحمة البينية بتلك الأهلية هي رحمة مستبصرة ومبينة لرحمته سبحانه وتعالى... فلنقاوم الشر وأهله بكل طاقتنا... ولنقاوم كل صور السوس في مجالات المال والأعمال والإعلام والسياسة... ولنقاوم ونقوم كل كسول متخاذل ضعيف الهمة والوعي...!!!

الإعلام... عنه سياسيا إستراتيجيا تأثيريا بالإيجاب والسلب... بالإضافة الحق والسلب بالباطل... نقول بالحق والعلم بإذن الله الآتي:-

1.    أنه بوق يحاكي سمعك وبصرك وفؤادك... أي يحاكي بالتأثير مداخل علم الإنسان وجمعيته الشعبية... إذن ما كان ليفلته إبليس وحزبه أبدا حتى يجعل أكثر الناس له شاكرين كما وعد... نعم لم ولن تفلته الصهيونية الدولية قط... فهل من المخلصين العالمين رجالا يضعوا ذلك نصب أعينهم عمليا... هذا من المقاومة الحتمية الوطنية نظاما وشعبا...!!!

2.    الإعلام بصوره الثلاثة المرئية والمسموعة والمقروئة... هو إعلام بواقع غير معلوم... أي هو يد تعليم بعلامات علمية فكرية معرفية ثقافية مستورة عن الشعب أو حتى مخفية عنه... إذن هذا التعليم يلزمه معلومات محققة ومؤكدة بل وصياغة متقنة حتى يستنير الإعقال الشعبي المتلقي وتلك هي الرسالة والمسئولية الإعلامية... الرسالة والمسئولية السياسية والعسكرية والإجتماعية والثقافية وحتى الرياضية...!!! فكيف نحافظ على حق ونفع تلك المسئولية ومن المسئول عن ذلك...؟؟!!

3.    قبل أن نحاول بيان من المسئول عن الإعلام وكيف يؤدي أمانة تلك المسئولية... يجب أن نوضح أهم المؤثرات الواقعية والواقعة على الإعلام... (أ) مستهدفات الإستراتيجيات السياسية سواء الدولية منها أوالإقليمية أو حتى القطرية... (ب)الإمكانيات سواء المادية المالية منها أو المعنوية التي تنطوي تحتها قدرة الإعلامي التوظيفية والثقافية والتأثيرية... (ج)الصراع والتنافس بين المؤسسات الإعلامية ثم بين الإعلاميين مؤسسيا وداخل كل مؤسسة بدوافع ذاتية إنسانية هي من الثغرات السالبة لحق المسئولية والرسالة... (د)الإعتقادات الأيدلوجية سواء الدينية منها أو الفكرية السياسية...!!!

4.    إذن المسئول أولا هي الدولة كنظام سياسي وإداري وأمني بتكاملية معنى الأمن... ثم المؤسسات والإعلاميين... ثم الشعب المتلقي الرسالة والذي يتحتم عليه سؤال أهل الذكر حتى ينتقي المعلومة الحق... وحتى تتكون معيته الثقافية على إستبصار ووعي لا يشوبهما تدليس أو تضليل... وهذا تحديدا من أسس مقاومة الشعب للسوس الخائن... السوس السالب لحقه الطبيعي في حياة كريمة آمنة...!!!

5.    لا يفوتني إعلاميا أن أضع نصب أعين المستقرئ العزيز بعض سمات السوس الإعلامي والتي منها... (أ)ميوعة الخلط بين ما هو حق مبين وما هو إدعاء وإذعان باطل ومحاولة التساوي بين هذا وذاك بما يجعل المتلقي في حالة حيرة وعدم إستبيان الحق حتى يتبعه... وهذا نراه جليا من بعض النخبة التي دائما ما تمسك بالعصا من الوسط حفاظا على مصالحها الذاتية التي هي عندها أهم من الحق والوطن شعبا وأرضا وكرامة... (ب)عدم الإنطلاق من رؤية سياسية علمية والحديث عنها بمعلومات محققة ومؤكدة يشهد الواقع بها وعليها... (ج)حينما يغلب على الإعلامي التشدق بالأجنبي وجعله المثل الأعلى متغافلا الأمثلة الوطنية ورفعتها... (د)حين يحيد الإعلامي عن أدبيات الإعلام ويسف بحديثه... (ه)حينما يتحول الإعلامي من الحديث عن قضية عامة وطنية ويذهب إلى قضية شخصية ذاتية دفاعا عن ذاته أو تجريحا في غيره... (و)حينما يشعر المتلقي بعدم إرتياح نفسي للإعلامي وهذا أمر تحكمه مشيئة الله في ملكه... فالقبول منحة إلهية...!!؟

6.    أعلم أن الفساد المتراكم الموروث كثير... وأن ذلك وتطهير مصر منه يحتاج الكثير أيضا وأول هذا الكثير هو الوقت... والصبر الواعي... وأعلم أن الصبر المستبصر الحذر يلزمه جدول عمل وأولويات... وأعلم أن أجهزة المؤسسة العسكرية بصفة خاصة وأجهزة الدولة بصفة عامة تعلم أكثر مما أعلم عن الفساد وأهله... ولكنني كما حذرت الرئيس الأسبق مبارك من... سيطرة رأس المال على الحكم... أحذر الآن من سيطرة بعض رؤوس الأموال على الإعلام (وجدان الشعب) وبجانب ذاك الحذر أتمنى أن أرى إعلام الدولة منافس قوي...!!؟

وإلى لقاء إن الله شاء

 

ملاحظات هامة

ربما أقبل رؤية ذاك البعض (من رجال الأعمال خاصة) الذي يقفز من مركب أي عصر وحكم إلى الأخرى رغم نفاقهم الممجوج... وذلك بشرط واحد هو... أن يكون ولائهم لمصر ولإستثمار أموالهم... ولكن المرفوض هم من ولائهم الأول والأخير لخارج الحدود وإستثماراتهم فاسدة ومفسدة (منذ 1961 وتأكدت منذ 1992 وحتى الآن) وخاصة في مجالات الرياضة والترفيه بالنوادي "لصيد" نشء مصر...!!!

 

بقلم

محمود زاهر

مفكر إسلامي... خبير سياسي إستراتيجي