صلاح بديوي يكتب

--------------

واشنطن تقود الانقلاب العسكري علي الشرعية بمصر

بلادنا محتلة وقرارها مسلوب ومن يحكمونها يعملون بالوكالة لدي السي اي ايه

الفيديو المسرب للفريق اول عبد الفتاح السيسي صحيح مائة بالمائة وياسر رزق كذاب

الانقلاب فشل والايام المقبلة تشهد زخم واضح من المبادرات لمنع تحول التظاهرات الي ثورة اسلامية

لابد من محاصرة سفارات الدول الداعمة للانقلاب ودخول المقارات الرسمية للقبض علي القادة المدنيين للانقلاب

------------------------

قبيل أن يفرغ السيد: ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم الليبرالية  اليومية  المملوكة لعدد من رجال الأعمال وثيقي الصلة بالحلف الصهيوني الامريكي وبرموز نظام مبارك ومن بينهم كل من المهندس صلاح دياب والسيد : نجيب سويريس ،نقول قبيل ان يفرغ السيد : رزق من تصريحه لقناة "صدي البلد " المملوكة لرجل الاعمال السيد:  ابو العينين وهو من ابرز رجال جمال مبارك ،هذا التصريح الذي نفي من خلاله السيد:  ياسر  رزق صحة الفيديو المهرب لوكالة انباء رصد الأخبارية بشأن تحصين الفريق اول عبد الفتاح ،كانت جهة سيادية بادرت بأرسال تعليمات مكتوبة الي عشرة من ابرز مقدمي برامج التوك شوه علي الفضائيات المستقلة وهم كل من السادة والسيدات "مجدي الجلاد،لميس الحديدي وابراهيم عيسي ومحمود سعد وعماد اديب ،وشقيقه الأكبر العريس أياه ،وهالة سرحان ،وحمدي رزق ،ومني الشاذلي" ،وقبيل أن تتراجع المخابرات عن تلك التعليمات بعد تسريب الفديو وتفجر الفضيحة ،كان السيد: محمود سعد الاعلامي بقناة النهار أستبق الكل وتلي في برنامجه تفريغ امين لما طلب منه ودعا الشعب لتحمل مسئولياته وتحصين الفريق اول عبد الفتاح  السيسي في الدستور الانقلابي  الذي يجري اعداده الان  بحيث إذا ما فشل في انتخابات الرئاسة ولم يوفق في الفوز بها يمكنه أن يعود مرة اخري الي منصبه كوزير للدفاع .وبالطبع كان كلام السيد: محمود سعد خائب لكنه يكشف علي ان رجال الاعمال اصحاب الفضائيات ومقدمي برامج التوك شوه ضالعين في مؤامرة الانقلاب علي الشرعية حتي رؤوسهم.

 

 

وهذا ان دل علي شيء فأنه يدل علي ان فيديو شبكة رصد الاخبارية  الذي طالب خلاله الفريق اول عبد الفتاح السيسي بتحصينه في الدستور صحيح مائة بالمائة وان ياسر رزق يحاول ان يجامل الوزير وينفي عنه ما قاله بناء علي طلب من تلك الجهة السيادية، وهو امر مؤسف يؤكد ايضا دور رؤساء تحرير ابرز الصحف المستقلة في دعم الانقلاب علي الشرعية ،كما ان تلك التسريبات تتكامل مع حملات كمل جميلك التي يقوم بها بعض الصبية التابعين لجهاز المباحث وجهة سيادية اخري من اجل تهيئة الأجواء وتسويق السيسي انتخابيا ،بل ان طموحات الرجل وصلت الي ان يدفع اجهزته لاطلاق عناصر موالية لها وتعمل بها لجمع توقيعات بهدف تعيين السيسي رئيساً لمصر بدون إنتخابات ،وهو امر دفع العديد من الاطراف الاوروبية والامريكية الضالعة مع السيسي في مؤامرة الانقلاب ان تتخوف من فشل انقلابها وتبادر بفرض عقوبات علي الحكومة التي عينها السيسي وعلي الجيش المصري لكي تجبره ان يلتزم بالاتفاق المبرم مع الاوربيين والامريكيين قبيل حدوث الأنقلاب.

 

ويخطيء تماماً من يتصور أن الفريق اول عبد الفتاح السيسي ومن معه قد قاموا بالإنقلاب من منطلق استشعارهم برغبة الشعب في ذلك،او قاموا بالانقلاب ليسلموا الوطن لحمدين صباحي ولرئيس مدني ،كل هؤلاء المدنيون من الشخصيات العامة  سيحرقون خلال الفترة المقبلة وتشوه سمعتهم بوثائق وفيديوهات ويتم الخوض بزممهم المالية واعراضهم ،إنقول يخطيء تماما من يتصور ذلك انما ما حدث مخطط صهيوني امريكي نفذته وشاركت فيه دوائر اقليمية بهدف إنهاء التجربة الديمقراطية بمصر وأفشال ثورة 25يناير المجيدة وكل ما ترتب عليها من نتائج ،وفي ذات يتوجب علي القوي الثورية ان تتفهم حقيقة ما جري ويجري بمصر الان ،ولقد استخدمت قوي الانقلاب الرئيسية بواشنطن كل ما لديها من وسائل خديعة ومكر وحيل علي المستوي المحلي حيث موطن الانقلاب والدولي ،وهي تحاول ان تمسك العصا من المنتصف وتتأرجح تارة ما بين تأييد مُعلن للإنقلاب وتأييد خفي له ،ورأينا كيف ارسلت واشنطن رجالها وطابورها الخامس محاولة ان تفاوض من أعتقلهم قادة الانقلاب في السجون وهي سابقة فريدة من نوعها في تاريخ دولة تدعي انها حامية الحريات والمدافعة عن حقوق الانسان .وعندما رفض قادة الثورة والمدافعين عن الشرعية ان يستجيبوا للمبعوثين الامريكان  وانصارهم في الاتحاد الاوروبي ،اعطت واشنطن الضوء للانقلابيين لكي يرتكبوا مجاذر لم يرتكبها النازي في المانيا ،ودعمت وسائل اعلام المارينز الناطقة بالعربية ماديا لتمارس دعاية نازية مثلت اكبر تهديد للامن القومي المصري ولاتزال مخاطرها متواصلة علي هذا الامن ،وذلك عندما قتلوا النساء والاطفال والشيوخ وحرقوا جثثهم واماكن العبادة اثناء اعتصام سلمي بشهادة الكافة ،في وقت ظل فيه الاعلام الخائن يغني للقتلة تسلم الايادي ويبث مواد الرقص والغناء والشماتة في ابناء الوطن الشرفاء المدافعين عنه الشرعية  ،وهذا حدث امام عالم متحضر منافق يدعي حماية الحريات وحقوق الانسان.

 

والان الولايات المتحدة تتمني إعادة إنتاج نظام مبارك وتمكين رئيس عسكري يمكن ان يستمر في حكم مصر عبر انتخابات تنقصها الشفافية ،وبات كل ما يهم امريكا وحلفاءها إعادة اي شكل من اشكال  الديمقراطية مرة اخري وفق خارطة الطريق ،وهي تعلم ان الدستور المستفتي عليه من الشعب تم العصف به والبرلمان المنتخب تم حله ،ولجنة اعداد الدستور الحالية غير شرعية ولاتمثل الشعب والحكومة انقلابية غير شرعية ،ومن تلك الاشرعية تريد واشنطن ان تؤسس لنظام فاشي جديد ديمقراطي شكلا بمصر يرث نظام مبارك في رعاية المصالح الامريكية والصهيونية ولايكن خطراً علي انظمة الحكم الملكية الموالية لواشنطن في منطقتنا ،وهذا يفسر لنا لماذا تقف غالبية دول الخليج داعمة للانقلاب ضد ارادة الشعب المصري .ومن اجل اتمام هذا المخطط فوض الرئيس المؤقت لقوي الانقلاب فوض قائد الانقلاب الفريق اول عبد الفتاح  السيسي لاعلان حالة التعبئة العامة بصفوف الجيش توطئة لتزوير الانتخابات الرئاسيةوالبرلمانية المقبلة وتزوير الاستفتاء علي الدستور ،ولمواصلة حربه الدموية ضد الاسلام ورجاله واجتثاثهم تماماً من الحياة العامة في مصر بمباركة صهيونية وامريكية

 

ولذلك فأن الفقير لله كاتب تلك السطور يري ان لايقتصر الثوار وانصار الشرعية الان علي مواصلة التظاهرات للتنديد بالانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية ،انما يتوجب ان  يطوروا الاداء للدخول بشكل سلمي لمجلس الوزراء وقصر الاتحادية ووزارة الداخلية والسيطرة علي مايسبيرو ومدينة الانتاج الاعلامي  للامساك بقادة الانقلاب المدنيين الخونة  ودعوة القوات المسلحة بما فيها الفريق اول  السيسي ورجاله ان ينحازوا للشرعية ويعلنوا فشل انقلابهم ،وهذا لن يتحقق الا بالمزيد من التضحيات واقناع الناس بقضية الشرعية وخطورة الانقلابيين علي مستقبل الحريات وعلي الاوضاع الحياتية للمواطن المصري ،ولابد ان تتم محاصر سفارات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واسرائيل والسعودية والامارات والكويت والاردن لضلوع كل تلك البلدان في المؤامرة التي تتم ضد ثورتنا وضد بلادنا ولابد ان ندعو شعوب تلك الدول للتضامن مع الحرية بمصر وفضح المتآمرين علي الصعيد الدولي والانساني ،وهذا يشكل عامل ضغط كبير علي اطراف العملية الانقلابية ويضيق هامش المناورة امام الانقلابيين في مصر.

 

ومن المؤسف ان يخرج علينا من ابرموا كامب ديفيد وما ترتب عليها من سلب وعدوان علي سيادة مصر وتهديد لامنها القومي ،ومن ورطوا جيشنا في تسليح احادي وعلاقات استراتيجية مع واشنطن ومكنوا المخابرات الامريكية من مفاصل دولتنا ،يخرجوا علينا ليمارسوا علينا الغش والتدليس ويقولون لنا انه الفريق اول السيسي سيتحدي امريكا ويتسلح من روسيا والصين كيف بالله عليكم يتحداها ،وهي تعرف تفكيره وخطواته وتعد عليه انفاسه ولايستطع ان يتحرك سنتيمتر بدون التنسيق معها وان خرج علي الاستراتيجية المرسومة لها بأمكانها ان تخلعه فوراً وتنهي وجوده ،ياسادة مصر تخضع لنوع من الاحتلال من قبل الولايات المتحدة الامريكية والثورة الحقيقية  فعلا لن تنجح بدون انهاء هذا الاحتلال ،ومن هنا نتفهم التخبط الراهن في السياسات الامريكية نحو مصر ،لكون ان و اشنطن باتت تخشي من تحول ثورة مصر الي ثورة شعبية اسلامية كبري علي غرار الثورة الايرانية بعد ان لمست واشنطن الفشل المتواصل للانقلابيين وزيادة الزخم الثوري في مصر ،وعدم تردد الثوار في مصر عن التضحية بارواحهم في سبيل ما يعتقدون ،وهو امر يصيب صناع القرار في واشنطن بالرعب.

 

ومن هنا نحن نتوقع ان تشهد الايام المقبلة زخم ملموس لمبادرات تتعلق بالمصالحة والتوصل لحل  وسط يحفظ لجميع الاطراف مصالحها،ويقطع الطريق امام تحول ثورة مصر الي ثورة اسلامية كبري ،ولذلك   ربما يكون  اي  الحل يتم التوصل اليه علي حساب تحقيق ثورة 25يناير لاهدافها كاملة واولها التخلص من التبعية لواشنطن وتل ابيب وتحرير القرار المصري  

--------------------

صلاح بديوي

محلل سياسي وكاتب صحفي